.. زمان قرأت خبراً يقول ان سيارة اسعاف كانت تنقل أحد الموتي إلي مقره الأخير.. وعملت حادثة بشعة تحولت السيارة بمن فيها إلي حطام.. ان " الميت" مات مرة ثانية بخلاف الأولي.. وسبحان من بيده أرواح العباد يقلبها كيف يشاء ووقت يشاء ولو كانوا في بروج مشيدة.
.. ومؤخراً قرأت خبراً وقع في محافظة بني سويف بالصعيد.. حيث كانت الجنازة تمشي.. والناس حولها يشيعون المرحوم في خشوع وجلال وفجأة دوي صوت انفجار هائل بجوارهم.. حيث انفجرت أنبوبة بوتاجاز لعربة كبدة متجولة.. وتطايرت ألسنة اللهب في جلاليب بعض المشيعين.. ولأن الحي أبقي من الميت وضع كل مشيع ديله في اسنانه وقال يافكيك.. حتي الذين كانوا يحملون المرحوم طرحوه أرضاً وفلسعوا وانفضوا من حوله.. فقد كان الانفجار قويا وتسبب في إصابة بعضهم بحروق وجروح مختلفة.. لكن الحمد لله جت سليمة مع المرحوم.. ولم تلمسه شظايا الانفجار.
وعندما سألوا أحد الذين كانوا يحملون النعش كيف تركته يهوي أرضا وجريت علي هذا النحو قال بكل بساطة:
- بصراحة صوت الانفجار كان مزعجاً ومفزعاً.. وقد ظننت ان حساب المرحوم بدأ مبكرا قبل أن ينزل إلي القبر.. ووجدت نفسي أجري بسرعة لم يسبق لي في حياتي أن جريت بها.. حتي وجدت نفسي عند بيت المرحوم.. وهنا سألتني قريبة له:
دفنتوه!
واحترت بماذا أرد عليها.. وقلت متردداً:
- الحقيقة هو دلوقت واقف عند عربة عم سيد بتاع الكبده؟
وصرخت المرأة:
- يا لهوي هو كان المرحوم طالع من غير فطار!
وبعدها رجعنا إليه فلم نجد النعش.. لأن أولاد الحلال سبقونا وحملوه.. إلي مثواه الأخير.. وداخل الخشبة وهم يرفعونه وجدوا "قرن فلفل" طار من عربة بائع الكبده.. ليصبح بذلك المتوفي هو أول "مرحوم بالشطة" في تاريخ البشرية!